March 16, 2008

هل فى الأرض ناس كالعرب؟








من قال إن العار يمحوه الغضب


وأمامنا عرض الصبايا يغتصب


صور الصبايا العاريات تفجرتبين العيون نزيف دم من لهب


عار على التاريخ كيف تخونه


همم الرجال ويستباح لمن سلب؟‏!


‏عار على الأوطان كيف يسودها


خزي الرجال وبطش جلاد كذب؟‏!‏


*******


الخيل ماتت‏..‏ والذئاب توحشت


تيجاننا عار‏..‏ وسيف من خشب


العار أن يقع الرجال فريسة


للعجز‏ من خان الشعوب‏..‏ ومن نهب


لا تسألوا الأيام عن ماض ذهب


فالأمس ولى،‏ والبقاء لمن غلب


ما عاد يجدي أن نقول بأننا‏..‏ أهل المروءة‏..‏ والشهامة‏..‏ والحسب


ما عاد يجدي أن نقول بأننا‏..‏خير الورى دينا‏..‏ وأنقاهم نسب


ولتنظروا ماذا يراد لأرضنا


صارت كغانية تضاجع من رغب


حتى رعاع الأرض فوق ترابنا


والكل في صمت تواطأ‏..‏ أو شجب


*******


الناس تسأل‏:‏ أين كهان العرب؟


‏ماتوا‏..‏ تلاشوا‏..‏ لا نرى غير العجب


ولتركعوا خزيا أمام نسائكم


لا تسألوا الأطفال عن نسب‏..‏ وأب


لا تعجبوا إن صاح في أرحامكم


يوما من الأيام ذئب مغتصب


عرض الصبايا والذئاب تحيطه


فصل الختام لأمة تدعى: العرب‏


*******


عرب..‏ وهل في الأرض ناس كالعرب؟‏!


‏بطش.‏.‏ وطغيان‏..‏ ووجه أبي لهب


هذا هو التاريخ‏..‏ شعب جائع


وفحيح عاهرة‏
وقصر من ذهب


هذا هو التاريخ‏..‏


جلاد أتى يتسلم المفتاح من وغد ذهب


هذا هو التاريخ.. لص قاتل


يهب الحياة‏..‏ وقد يضن بما وهب


ما بين خنزير يضاجع قدسنا


ومغامر يحصي غنائم ما سلب


*******


شارون يقتحم الخليل ورأسه


يلقي على بغداد سيلا من لهب


ويطل هولاكو على أطلالها


ينعى المساجد‏..‏ والمآذن‏..‏ والكتب


كبر المزاد‏..‏ وفي المزاد قوافل


للرقص حينا‏..‏ للبغايا‏..‏ للطرب


ينهار تاريخ‏..‏ وتسقط أمة


وبكل قافلة عميل‏..‏ أو ذنب


سوق كبير للشعوب‏..‏ وحوله


يتفاخر الكهان من منهم كسب
*******


جاءوا إلى بغداد‏..‏ قالوا أجدبت


‏أشجارها شاخت‏..‏ ومات بها العنب


قد زيفوا تاجا رخيصا مبهرا


حرية الإنسان‏..‏ أغلى ما أحب


خرجت ثعابين‏..‏ وفاحت جيفة عهر قديم في الحضارة يحتجب


وأفاقت الدنيا على وجه الردى


ونهاية الحلم المضيء المرتقب


صلبوا الحضارة فوق نعش شذوذهم


يا ليت شيئا غير هذا قد صلب


هي خدعة سقطت‏..‏ وفي أشلائها


سرقت سنين العمر زهوا‏ أو صخب
*******


حرية الإنسان غاية حلمنا


لا تطلبوها من سفيه مغتصب


هي تاج هذا الكون حين يزفها


دم الشعوب لمن أحب‏..‏ ومن طلب


شمس الحضارة أعلنت عصيانها


وضميرها المهزوم في صمت غرب


بغداد تسأل‏..‏ والذئاب تحيطهامن كل فج‏.


‏ أين كهان العرب؟‏!


‏وهناك طفل في ثراها ساجد


مازال يسأل كيف مات بلا سبب؟‏!‏


كهاننا ناموا على أوهامهم


ليل وخمر في مضاجع من ذهب


بين القصور يفوح عطر فادح


وعلى الأرائك ألف سيف من حطب


وعلى المدى تقف الشعوب كأنها


وهم من الأوهام‏..‏ أو عهد كذب
*******


فوق الفرات يطل فجر قادم


وأمام دجلة طيف حلم يقترب


وعلى المشارف سرب نخل صامد


يروي الحكاية من تأمرك‏..‏ أو هرب


هذي البلاد بلادنا مهما نأت


وتغربت فينا دماء‏..‏ أو نسب


يا كل عصفور تغرب كارهاستعود بالأمل البعيد المغترب


هذي الذئاب تبول فوق ترابناونخيلنا المقهور في حزن صلب


موتوا فداء الأرض إن نخيله


افوق الشواطئ كالأرامل ينتحب


ولتجعلوا سعف النخيل قنابلا


وثمارها الثكلى عناقيد اللهب
*******


غدا سيهدأ كل شيء بعدما


يروي لنا التاريخ قصة ما كتب


وعلى المدى يبدو شعاع خافت


ينساب عند الفجر‏..‏ يخترق السحب


ويظل يعلو فوق كل سحابة


وجه الشهيد يطل من خلف الشهب


ويصيح فينا‏:‏ كل أرض حرة يأبي ثراها أن يلين لمغتصب


ما عاد يكفي أن تثور شعوبناغضبا‏..‏


فلن يجدي مع العجز الغضب


لن ترجع الأيام تاريخا ذهب ومن المهانة أن نقاتل بالخطب


هذي خنادقنا‏..‏ وتلك خيولنا


عودوا إليها فالأمان لمن غلب


ما عاد يكفينا الغضبما عاد يكفينا الغضب


*******


- فـاروق جويدة -

4 comments:

Hook said...

فكرتيني بأحمد مطر

Anonymous said...

فاروق جويدة فارس من العصور الوسطى .. مقاتل لا يشق له غبار من الزمن الجميل
ما أروع ما كتبه فى قصيدته " هذه بلاد لم تعد كبلادى " كلمات تقشعر لها الأبدان كطلقات تدوى و تصم الأذان ...
من يطلع على محنة الشاعر الرقيق حينما أقتيد الى مكتب النائب العام للتحقيق معه فيما نسب اليه من كلمات خطها على جريدة الأهرام التى يكتب فيها صباح كل يوم جمعة و التى أصيب على أثرها بذبحة صدرية ...يدرك حجم الألم و المعانة التى يدفع ثمنها من يحب هذا الوطن و يذوب فى عشقه مثل فاروق جويده متعه الله بالصحة و العافية ..
أختيار موفق من الأبنة العزيزة كليو

Cleo said...

Hook ...

أحمد مطر.. فاروق جويدة.. نزار قبانى.. نجيب سرور ذاقوا جميعا كؤوس الظلم والاستبداد فجاءت صرخاتهم متشابهة

Cleo said...

Hassan

يظل فاروق جويدة أحسن حظا من غيره لأنه اقتيد فقط لمكتب النائب العام... ولم يقتد لمعقلات طرة أو الواحات أو المصحة النفسية فى المعمورة مثل نجيب سرور مثلا..