December 26, 2010

إدمان




أكتب هذه المقالة من وحى تعليقاتى وكذلك تعليقات بعض أصدقائى على الفيسبوك على إحدى العبارات التى كنت قد نقلتها والتى نصها " بدون المرأة يكون الرجل خشنا... شرسا... وحيدا... جاهلا بمعانى الرحمة التى هى عبارة عن ابتسامة المحبة من وجه امرأة".


فقد انهالت التعليقات الساخرة واستنكر أغلب الرجال أن يكون هذا تأثير المرأة المصرية، كما استنكرت أغلب السيدات أن يؤثر أى شىء فى الرجل المصرى...


ولكن... وبعد أن انتهت التعليقات و "انفض المولد" وجدتنى غير قادرة عن التوقف عن التفكير فى ردود الأفعال المتساوية فى القوة والمتضادة فى الاتجاه بلغة علماء الفيزياء... فإذا كانت المرأة المصرية كلها مساوئ، فلماذا يعزف أغلب الرجال المصريين عن الزواج بأجنبيات ويفضلن المصرية؟ وكذلك إذا كان الرجل المصرى هو أسوأ رجل فى الوجود، فلماذا تعزف النساء المصريات عن الزواج بأجانب؟؟ لماذا يتغنى الرجال المصريون دائما بحسنات كل نساء العالم إلا المصرية؟؟ فاللبنانية جميلة، والسورية ست بيت شاطرة، والروسية حورية من حوريات الجنة و الألمانية دوغرى ومتحضرة.. أما المصرية فحشرية كشرية نكدية؟؟ لماذا تتغنى النساء المصريات بكل رجال العالم إلا المصري؟؟ فاللبنانى يدلع زوجته وفنجرى، والسورى كله رجوله، والطليانى أمور ودمه خفيف، والألمانى محترم ومتحضر... أما المصرى فكشرى ونكدى وبخيل ومتستغل؟؟


فكما تعلمنا فإنه لا يجوز التعميم، فكما أنه ليس كل الللبنانيات جميلات، فكذلك ليست كل المصريات نكديات... وكمان أن ليس كل الطلاينة أبناء أبوللو، فليس كل الرجال المصرين كشريين...


الحقيقة أننا شعب قد أدمن تقدير كل ما لا يملك.. او لنقل ما يملك الأخرون، أما ما لدينا فهو دائما بخس مهما علت قيمته... ولا نطبق هذا على مجرد الحديث عن الرجال والنساء.. بل فى كافة الأشياء الأخرى... مبانينا القديمة الجميلة التى ندمرها لأننا نبخس قيمتها، ولكننا عندما نرى مثيلتها فى الخارج ننبهر!! حدائقنا.. أثارنا.. نيلنا العظيم!!!


لقد رأيتهم فى الخارج يصنعون قيمة لكل ما لا قيمة له فى بلادهم ثم يسوقونه لنا!! فإيطاليا وبلاد الشام يروجون لأنفسهم بمأكولاتهم... بل لقد وصل الأمر أنه فى روما يبيعون السائحين صور قطط الشوارع والتى تعتبر فى كافة بلاد العالم رمزا لعدم التحضر، فقد استغلتها إيطاليا وصورت قطط الشوارع بواسطة مصورين محترفين فى لقطات طريفة وجميلة تباع فى الأكشاك المنتشرة فى الاماكن السياحية!!


لقد نسى الرجال المصريون أن المراة المصرية هى التى تصحو فجرا لتعد طعام الغذاء له وللأسرة، ثم تذهب لعلمها فى يوم طويل مرهق لتساعده فى النفقات، ثم تعود من العمل لتتابع دراسة الأولاد وباقى شئون المنزل كالمربوطة فى الساقية... فهل يستطيع أن يجد هذا عند النساء الأخريات ممن يتغنى بحسنهن ليلا نهارا؟؟


وكذلك نسيت النساء فى مصر أن الرجل المصرى هو الذى يكابد الأمرين قبيل الزواج لكى يوفر لها مسكنا مناسبا وخلافه من باقى مصاريف الزواج الباهظة التى يفرضها مجتمعنا... وبعد ان يبدأ حياته مديونا يقضى يومه كله تقريبا فى العمل ليوفر للأسرة مستوى معيشة مناسب.


نحن شعب قد أدمن الشكوى وأدمن التذمر وفقد (أو هو من الأصل فاقد) القدرة على الاستمتاع بما لديه، فيبقى دائما ما فى يد الغير ألذ.. ألذ... ألذ.

December 3, 2010

التحضر




بعد عدة جولات فى عدة بلدان من تلك التى يطلق عليها "دول متحضرة"... وبعد سلسلة من المقارنات والتحليلات والاستنتاجات.. توصلت أخيرا لسبب تحضرهم وسبب تخلفنا.... توصلت لذلك "الجين" الذى لا تكاد تجده فى مجتمعنا، بينما هو متفشى فى مجتمعاتهم المتحضرة.... إنه "الاحترام".
احترام القوى للضعيف، واحترام جهل الغريب، احترام الأخر الذى لا تكاد تعرف من يكون، حتى أنه يقال أن انحناءة اليابانيين للأخر لدى التحية، إنما هى احترام لروح الله التى نفخها فينا عند الخلق.. أما نحن فلا نكاد نعرف الله إلا من خلال إطالة الأثواب واللحى!!


فعمل أرصفة فى الشوارع مجهزة لاستخدام كبار السن وأصحاب الكراسى المتحركة وعربات الأطفال الرضع إنما هو محض احترام لضعفهم وحاجتهم.


إجادة العامل فى عمله وإجادة الصناعة إنما هى احترام العامل لصاحب العمل وكذلك العميل، لذلك فبضائعهم أجود وأكثر رواجا...


المعاملة المهذبة إنما هى احترام، ولذلك فأعصابهم وأخلاقهم أهدأ...


عدم إلقاء القاذورات فى الشارع إنما هو احترام للأخرين كى لا يتأذوا من شوارع قذرة، لذلك فبلادهم أنظف...


انسيابية المرور ونظامه انما هو احترام المشاة لحقوق السائقين واحترام السائقين لحقوق المشاة، لذلك فمرور بلادهم "أسلك" وأأمن وأكثر تنظيما...


ولكن، كما أن للبيت رب يحميه، فأيضا للاحترام قانون يحميه.. فمن يخالف القانون و"يقل احترامه" للقانون والأخرين فإن له معيشة ضنكا وعقابا لا يفلت منه... والقانون هناك يطبق على الجميع ومحدش ابن "مين" فلا تجد أحدهم يخالف ويبلطج مرددا "انت ماتعرفش أنا ابن مين"... أما بلادنا فنصفها أولاد "Mean"


لذلك فإنهم متحضرون... لإنهم محترمون.... و كما علمتنا أمهاتنا ومدرساتنا فى طفولتنا "اللى بيحترم بيحترم نفسه".


June 5, 2009

اعتذار واجب

تأثرت كثيرا لرسالة أحد الأخوة فى الله من سكان المناطق الحدودية السعودية الكويتية والذى آذاه عنوان أحد مداخلاتى وكان تحت اسم "البدون".
وإكراما لهذا الأخ الكريم فى الله قمت بتغيير عنوان المداخلة وكذلك حذف الفقرة التى تشير إلى جماعة "البدون" التى ينتمى لها الأخ...
وأحب أن أؤكد له ولكل من كان قد قرأ تلك المداخلة -وأشهد الله على ذلك- أنها أبدا لم تكن لتسخر أو تحقر من أخوة فى الله قد يكونوا عند الله خيرا منى بصالح عملهم وتقواهم... وإنما الأمر كله "سوء استخدام غير مقصود للكلمة"
وأعتذر مرة أخرى للأخ الكريم وأستسمحه وأستغفر الله العظيم..
ولكم منى أطيب سلام...

November 1, 2008

المدرسة.. المدرس... المعتقل ... الجلاد




بعد أن تعددت الأخبار عن المدرسين الذين فقأون أعين الطلاب، أو يصيبوهم بكسوور أو عاهات مستديمة... خرجت علينا وسائل الإعلام بنبأ المدرس الذى قتل "طفلا" فى التاسعة من عمره بعد ركله بالشلوت عدة مرات حتى فارق الحياة وولا كأنه كلب شوارع لحس جلبابه فى يوم جمعه!!


وأتذكر بهذه المناسبة أن كنت فى الصف الخامس الابتدائى، وكانت مدرسة اللغة العربية تأمرنا بتقسيم كل دروس القراءة إلى أربعة فقرات وأن واجبنا اليومى هو كتابة كل فقرة 3 مرات + مرة إملاء أى أن الواجب لم يقع فقط علينا كطلاب وإنما طال هذا العقاب أولياء أمورنا أيضا.. وكنت وقتها لا أرى أى فائدة أو أى عائد تعليمى من وراء هذا "التعذيب" اليومى، فقد كنت فى الصف الخامس كسائر زملائى نجيد القراءة والكتابة وبالفعل.. فما فائدة "نقش" النص كما هو عدة مرات؟؟ لم أكن أر فيه سوى نوع من تعمد إرهاقنا وكأنه واجب مقدس عليها.. أو هو نوع من الاستضعاف ليس إلا!! ولذلك فقد توقفت عن أداء هذا الواجب تماما... حتى جاءت المربية الفاضلة ذات يوم لكى توقع العقاب على "المارقين" ومنهم كاتبة هذه السطور بالطبع.. فكان لكل فقرة لم تكتب أو تمل عقاب الضرب على راحتى اليد بواقع "خرزانتين" لكل فقرة.. وكان أن ثقل حسابى فكان مجموع ما على من "جلدات" هو 18 خرزانة وكأننى قد أتيت حدا من حدود الله (ولم يكن يتعد عمرى وقتها ال9 سنوات)!!!.. وبالفعل قامت بإقامة "الحد" على بواقع 18 خرزانة وأذكر أنى ظللت أبكى لمدة 3 حصص متتالية وأنا عاجزة تماما عن تحريك أصابعى!!!


وبعد عدة سنوات جاءت مدرسة أخرى من أصول ريفية وكانت توقع العقاب على الطلاب بضربهم بالسن المعدنى للمساطر الخشبية على ظهور أيديهم من عند مفاصل الأصابع,, فكنا نرى "المضروبين" صباح اليوم التالى وقد اصطبغت أكفهم بصبغة اليود والميكروكروم وكل ذنبهم أنهم كانوا يلعبون كرة القدم وقت الفسحة فى فناء المدرسة!!!


كان هذا يحدث لنا منذ أكثر من عشرين عاما... فماذا كانت تنتظر وزارات التربية والتعليم المتعاقبة حتى توقف هذه المذابح التى يرتكبها جلادون مجرودن من أدنى صفات الإنسانية؟؟ هل كان من الضرورى أن يمت إسلام أو غيره؟؟ وهل ستتحرك الحكومة بعد مقتل إسلام أم أن قائمة الضحايا لم تنته بعد؟؟

October 11, 2008

أوستراكا - 1


الأوستراكا كما هو معروف هى بقايا من حطام أدوات فخارية استخدمها قدماء المصريون وحتى العصر القبطى - وتعرف أيضا باسم "الشقافة" - فى تدوين خواطرهم.. و ربما لبث همهم وشكواهم وتخليدها لكى يشهد عليها أكبر قدر من البشر على مر العصور، وربما كان لسان حالهم يقول "حسبنا الله ونعم الوكيل"..


هذه المداخلة (وقد تلحقها عدة مداخلات أخرى) ستضم عددا من "الشقافات" كل منها تمثل فكرة مختصرة أو خاطرة سريعة لا تحتمل أن تفرد لها مداخلة خاصة لكل منها...


**1**





أتذكر الببغاء الملونة المتكلمة التى تردد ما يملى عليها بلا تفكير وهى "فرجة" للناظرين من فرط طرافتها كلما قرأت أو سمعت ما يردده بعض الصحفيون من تساؤلات حول لماذا لا يستخدم المصريون الدراجات "البسكليت" فى تنقلاتهم أسوة بالدول المتقدمة وعلى رأسها هولندا!!


ينقص هؤلاء الببغاوات أن ينظروا إلى خريطة العالم ليدركوا أن مصر يقطعها مدار السرطان الأقرب لخط الاستواء.. بينما هولندا تكاد تقترب من القطب المتجمد الشمالى!!!


تخيل زميلك فى العمل عندما يدخل عليك فى قيظ شهر يوليو بعد أن "خبط مشوار" من مصر الجديدة للمهندسين مثلا على البسكليت.. هل يصلح مظهره للتمثيل المشرف للشركة؟؟ هل سيكون لديه من المجهود والطاقة لإنجاز عمله؟؟ فضلا عن هذا الموظف لن يعمر طويلا فى الوظيفه لإنه إما سيدهسه ميكروباص مجنون أثناء قيادته البسكليت فى الطريق الدائرى، أو سيسقط صريع السرطان الرئوى بسبب تعرضه اليومى للتلوث وعوادم السيارات !!


هذا إذا نجا بالطبع من خبطة الشمس..



**2**









كواحدة من سكان القاهرة الجديدة، أفزعنى ما أسمعه يوميا عن خطة الحكومة لنقل جميع السفارات والمصالح الحكومية للقاهرة الجديدة... حيث أنه لا الطرق ولا المرافق فى القاهرة الجديدة تسمح باستيعاب كل هذا الكم من البشر الموزعين على مناطق وسط المدينة والجيزة والزمالك والدقى والمهندسين مجتمعين!! فالقاهرة الجديدة كانت مخططة لكى تكون ضاحية جديدة للقاهرة على غرار المعادى القديمة.. فيلات ومبانى غير مرتفعة.. بالتالى تجد شوارعها ضيقة ولا تكاد تستوعب أهلها حاليا!!



وهكذا فإن الحكومة بدلا من توزع هذه الهيئات والمصالح على أماكن متفرقة لتشتيت الزحام، فإن كل ما ستفعله هو نقل الزحام "بحاله بمحتاله" من القاهرة إلى القاهرة الجديدة على طريقة cut/ paste !!



**3**




إذا قامت الدولة بنقل الهيئات الحكومية والسفارات الأجنبية إلى مدينة القاهرة الجديدة، فلماذا لا تعلن محافظة حلوان عاصمة لجمهورية مصر أذا بدلا من القاهرة التى ظلت عاصمة لمصر لأكثر من 1000 عام؟؟!!


**4**



ينزعج الكثيرون من سلسلة الحرائق المتوالية التى ابتليت بها القاهرة مؤخرا... يا جماعة خليكو متفائلين... فقد كان حريق القاهرة الكبير فى أوائل الخمسينيات هو أخر مسمار فى نعش النظام.. قولوا يا رب..

June 12, 2008

رجالة وطول عمر ولادك...


منذ يومين تقريبا ذهبت إلى رحلة العذاب والضنا السنوية... رحلة تجديد ترخيص السيارة.. وهى رحلة بالرغم مما يسيطر عليها من بيروقراطية وغباء حكومى فى توزيع المهام وتوزيع أماكن تقديم الخدمة داخل إدارة المرور.. فضلا عن الحر الشديد وانعدام الخدمات المقدمة للمواطنين للتخفيف عليهم من عناء هذه الرحلة القاسية...إلا أنك تخرج من هذه الرحلة وأنت لا تلعن فقط فى المرور و الداخلية والحكومة.. بل أيضا فى الشعب الذى أصبحت الفهلوة تجرى منه مجرى الدم (وذلك لانعدام الدم عند غالبية لا بأس بها) حتى أنها - الفهلوة - أصبحت هى الصفة الوحيدة التى يتصف بها الكثير من الشعب ماحية فى طريقها صفات أخرى كثيرة منها النخوة والأدب والرجولة!!!


لن أتحدث هنا عن البيروقراطية العمياء.. وتدويخ المواطن وإتعابه وإنهاكه كما لو أنه جاء ليشحذ الخدمة من الحكومة وليس ليدفع دم قلبه ضرائب ومخالفات ملفقة ومصاريف إدارية لا مبرر لها مقارنة بمستوى الخدمة المتدنى... لن أتحدث عن أنه لكى أقف فى شباكين اثنين للخدمات اضطررت لأن أقف فى 5 طوابير!!! فأغادر الطابور فى الشباك 1 لأذهب لطابور الشباك 2 وبعد انتهائى من طابوره أعود لطابور جديد فى الشباك 1 ذاته ومنه عائدة لطابور الشباك 2 نفسه وهكذا خمسة مرات كالساعية بين الصفا والمروى!!

فحديثى هنا سيكون عن المواطنين.. وليس الموظفين...


فهذا العام لاحظت أن طوابير الرجال كانت قصيرة جدا مقارنة بطوابير النساء، بالرغم من العدد الهائل من الرجال الذين احتلوا المكان!! ما التفسير؟؟


التفسير أن الرجال أصبحوا يأتون ببناتهم وزوجاتهم ليقفوا فى الطوابير بدلا عنهم بحجة أن طابور السيدات قصير وبيخلص بسرعة!! وبدلا من أن يرفع الرجل هذا الحمل الثقيل عن زوجته أو ابنته، يتركها هى تعانى الأمرين من الوقوف فى الطوابير والشجار مع من يتخطاهن فى الدور وتحمل رذالة وقلة أدب الموظفين وهم إما يجلسون ليستريحوا على الدكك، أو واقفين بجوار طوابير السيدات ليدعوا فى نهاية اليوم أنهم "أنجزوا" مشوار المرور لزوجاتهم، بينما الزوجة هى التى تتحمل العبء كله.. على طريقة المثل البلدى الذى يقول "قالوا البقرة بتولد.. والتور بيحزق ليه؟؟ قال أهو تحميل جمايل" !!


والأنكى والأشد أن تجد رجلا يقف بنفسه فى طابور السيدات.. وعندما يسأل يضحك فى بلاهة واستعباط قائلا "أصل الملف اللى معايا بتاع واحدة ست.. مش ده طابور السيدات برضه!!" فلا حياء ولا نخوة وانعدام تام لمعنى الرجولة إذ يرتضى على نفسه أن يقف فى وسط السيدات فى طابور مخصص لهن فأصبح معهن سواء!!

والمحصلة النهائية؟؟ طابور مختلط أمام شباك السيدات يختلط فيه الرجال بالنساء بلا حياء ولا تحرج فأصبح الزحام هو هو.. والتلامس هو هو وفرص التحرش هى هى..


فدعونى إذا أنادى بإلغاء طابور السيدات... حيث أن الرجال أصبحوا أشد إيمانا بمساواة الرجل بالمرأة من النساء أنفسهن...


وحسبى الله ونعم الوكيل فى رجالتك يا مصر!!

June 9, 2008

كباريه




عدت لتوى من السينما بعد مشاهدة فيلم كباريه..


الفيلم رائع ويثير فى المشاهد "المؤمن" مسلم كان أو مسيحى عامة أفكارا كثيرة حول قيام الساعة وكيف يكون الناس لحظة قيام الساعة... وأمثلة للقوم الذين تقوم عليهم الساعة...فمنهم من يموت وهو متلبس بجريمته وخطيئته، ومنهم من يموت تائبا ولكنها توبة تأتى متأخرة فلا تقبل منه ومنهم من يجالس الفاسقين فيحشر مع الذين ارتضى أن يكون معهم... ومنهم من تقوم عليه الساعة وهو مفضوح فيظل يبحث عما يستر به عورته فلا يجيبه أحد فكل امرء يومئذ فى شأن...


كما تثير فى المشاهد المصرى خاصة أفكارا كثيرة حول شخصية "فؤاد بك" (صاحب وحاكم الكباريه) والذى يقوم بدوره الفنان الأكثر من رائع صلاح عبد الله (حلاوته وهو صابغ شعره بالورنيش الأسود عشان يحبك الدور.. وربنا عارف اللى فى نيتى ؛-) )... فهو "المالك" للكباريه ذو السطوة والنفوذ الآمر الناهى الذى ينكل بكل خصومه وكل من ينافسه أو يشاركه فى الحكم.. أقصد إدارة الكباريه كما ينكل برعيته ويدعوهم للسرقة على طريقة "اسرق بس ماتخلينيش أشوفك.. كل عيش" وهو يدعى الصلاح ويخادع الله والناس بأنه مؤمن.. وفى وقت الذى ترتفع فيه أصوات الغناء النشاز والشعبى وتهتز الراقصات فى الصالة، يتابعهم هو من زجاج نافذة مكتبه وقد غمر المكتب الأنشود الدينية "مولاى إنى بدارك" !!!


الكل أجاد دوره حتى ماجد الكدوانى الذى أدى دوره ببراعة مؤثرة جدا.. وخالد الصاوى الذى صدمنا بأدائه الغنائى.. ودنيا سمير غانم التى لا تكاد تشعر أنها تمثل من شدة تلقائيتها..


الفيلم ممتاز جدا وأرشحه للمشاهدة...