November 28, 2007

جواب


ولا أقصد هنا "جواب" عبد الحليم حافظ الشهير " نور عينى.. روح قلبى .. حبيبى.. حياتى" ... بل أقصد جواب السؤال الذى طالما سألته هنا وفى أماكن أخرى كثيرة حتى كدت أهذى به فى الشوارع مثل مجاذيب السيدة..

السؤال الذى كثيرا ما حيرنى ولكنى كنت "أكسل" من أن أبحث له عن إجابه "هل انهارت أخلاقنا أولا فاستشرى الفساد كالسرطان، أم أن الفساد هو الذى داهمنا حتى فسدنا نحن أنفسنا"؟؟

والحقيقة أننى لم أجاهد كثيرا للوصول لهذا الحل، بل يبدو أن الله تعالى قد أشفق على وألهمنيه أو أنه قد داهمنى بالصدفة البحتة وعن طريق الخطأ..

"الجواب" وجدته فى أية كريمة أخذت تلح على ذات يوم بدون مناسبة فوجدت فيها إجابة مختصرة وشافية لحيرتى.. الأية الكريمة هى:

ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم

- الرعد : 11 -

فى الماضى كنت أنظر إلى هذه الأية بصورة أحادية الجانب.. جانب التغيير الإيجابى أى من السىء إلى الجيد.. فالله لا يغير ما بقوم من سوء حتى يجاهدون لتغيير حالهم... حتى داهمتنى مؤخرا هذه الأية الكريمة يمعنى أخر أعترف أننى لم أكن أفكر به من قبل.. فلو كان المعنى ينحصر فقط فى التغيير الإيجابى لقال تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم من سوء حتى يغيروا ما بأنفسهم" إلا أنه تعالى قد تركها مطلقة فاحتملت أيضا الجانب السلبى.. فالله أيضا لا يغير ما بقوم من خير حتى يغيروا هم ما بهم من خير..

عندما خلق الله الناس، جبلهم على الخير.. فلو كنا قد جبلنا على الشر لما كان هناك داع لخلق إبليس وذريته.. فكذلك جبل قوم لوط وقوم نوح وقوم شعيب وأقوام هود وصالح وغيرهم من البغاة على الخير.. حتى غيروا ما بأنفسهم وتحولوا للرذيلة والشر ونبذوا ما خلقهم الله عليه وتجاهلوا ما جاء به الرسل واحتقروه.. فلما غيروا ما بأنفسهم غير الله ما بهم من خير ونعمة وكانوا مدحورين مذمومين.

وهذا تماما ما أراه قد أصابنا.. نبذنا الدين وأهملنا ما جاء به الرسل ونبذنا ما خلقنا الله عليه من فضيلة واحتقرناها فاحتقرنا الله وصب علينا من عذابه بما كسبت أيدينا وكان جزاءنا من صنف عملنا الأسود.

أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم..

ساووا الصفوف وسدوا الفرج واستقيموا يرحمكم الله