July 30, 2007

Dr. Jeckle and Mr. Hyde


(كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون)
الصف -3

أو كما يقول المثل الشعبى "من بره هله هله ومن جوة يعلم الله"

رجل صارم جدا... أسد فى بيته وفى الغرزة نعامة.. يصرخ فى بيته فيتهتز الجدران... مظهر وقور وجه أميل للعبوس جدية فى التعامل ... يذيق أهل بيته الأمرين ويمشيهم على عجين ما يلخبطوش... ولكنه فى الوجه الأخر... رقاق محترف.. يجيد ضرب الرق والدف للعوالم اللاتى ينفق عليهم ثروته ويهدر على صدروهن وقاره.. لا أتحدث هنا عن شخصية "سى السيد" لنجيب محفوظ... ولكنى أتكلم عن "المزدوجين".

الرواية العالمية د. جيكل أند مستر هايد تتحدث عن الطبيب الإنسان الرحيم الدمث الخلق.. الذى يتحول ليلا إلى سفاح متوحش يسفك الدماء وينتهك الأعراض.



"قمة الحرفنة أنك تكون فاسد، لكن من برة بتبرق وزى الفل" جملة قالها لى صديق وأثبتت لى أننا مجتمع محترفين.


فالأب الذى ياحسب ابنته على التأخير واللبس القصير لا يتورع أن يتحرش بالخادمة، والصحفى الذى اتخذ البحر مدادا لكلماته التى ينادى فيها الناس بالفضيلة ومحاربة الفساد، يسهر الليالى فى الحانات مع فتيات الليل ومدعيات الفن...



سى السيد أو مستر هايد يعيش بيننا فى كل مكان... قد يكون أبا.. أستاذا جامعيا.. أو نشط فى منتدى انترنت... قد يكون رجل دين ترزى فتاوى أو نائب مجلس شعب مزور ...

July 29, 2007

فإذا كلب يلهث



لا أستطيع أن أدعى انى "ملتزمة دينيا" أو أنى من أولياء الله الصالحين أو أن التدين يقطر منى فيملأ جراكن الظمأى فى السنبلاوين وفيصل ومدينة نصر.. ولكن لا زال هناك بصيص من حب الله فى القلب... والتعلق به خوفا وطمعا...

من بين المواد التى درسناها على مدار سنين طويلة، والتى كان مصيرها جميعا أن ننقلها الى أرشيف المخ قسم "الزهايمر" بمجرد الخروج من لجنة امتحان نهاية العام .. لا زال هناك حديثا شريفا درسناه ليس فى مادة الدين... ولكن فى مادة النصوص فى اللغة العربية... يقول الحديث عن لسانه صلى الله عليه وسلم:

بينما رجل يمشي بطريق ، اشتد عليه العطش ، فوجد بئرا فنزل فيها ، فشرب ثم خرج ، فإذا كلب يلهث ، يأكل الثرى من العطش ، فقال الرجل : لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي ، فنزل البئر فملأ خفه ثم أمسكه بفيه ، فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له ) . قالوا : يا رسول الله ، وإن لنا في البهائم أجرا ؟ فقال : في كل ذات كبد رطبة أجر

تذكرت هذا الحديث الشريف وأنا أشاهد على شاشات الفضائيات المصرية وغير المصرية منظر المصريين من أبناء النيل الذين يحملون الجراكن ويتقاتلون للحصول على رشفة ماء قذر لونه لا يقل اخضرارا عن البرسيم، وجل ما استطاعت حكومة "مارى أنطوانيت" عمله هو أن ترسل لهم بفانطيس المية (صحيح.. لو مش لاقيين مية يشربوا بيبسى كولا!!).... تذكرت هذا الحديث فأدركت أننا فى نظر هذه الحكومة لا نصل حتى لمرتبة البهائم التى لمطعمها وساقيها أجر!!!

لكى تشاهد الفجر يجب أن تولد فى الظلام أولا



لن تستطيع أن تشاهد الفجر وتدرك جماله إلا إذا كنت قد ولدت ونشأت وعشت حتى بلغت الإدراك فى الليل الظليم.


كنت أحسد الأجيال التى شهدت أحداثا عظيمة ومجيدة وعصور منيرة شهدتها الأمة. ثورة يوليو.. تأميم قناة السويس.. حرب 56 .. بناء السد وأدى احنا بنينا السد العااااااااالى :-) ولكنى أدركت أن هؤلاء الذين عاشوا هذه اللحظات ونهلوا من بحور العزة والكرامة والفخر ما كانوا ليدركوها لولا أنهم قد ولدوا وقضوا بداياتهم فى عصور الظلام. ولم يكن يبزغ فجر 73 إلا بعد مضى ليل 67.


فالنخلة الباسقة العالية الشامخة بدأت من تحت التراب


فهل لنا نحن أن نشهد بعد ليلنا فجر يوم مجيد؟

July 28, 2007

من فضلك.. انتبه... البلاد ترجع إلى الخلف

زمان... لما كنا نقرا فى جرايد المعارضة أخبار عن نفص الخدمات فى البلد أو فساد.. لما كنا نسمع الناس تقعد تقول شعر فى بلاد برة.. أقول إيه الافترا... ماحنا عندنا كل حاجة... وبالرخص كمان. يعنى الخواجات يحبوا ييجوا عندنا عشان عندنا "كل الخدمات" وأرخص من بلادهم. طبعا الكلام ده كان مترسب فى أذهاننا بناء على الكلام الفارغ اللى الحكومة بتدشه فى راسنا طول النهار والليل فى التليفزيون والجرايد الحكومية لحد ما صدقنا نفسنا.
أنا بقالى فترة ملاحظة إن مفيش أجانب كتير فى الشوارع زى زمان فى المناطق السياحية خصوصا منطقة وسط البلد وميدان التحرير. كان زمان الواحد بيتكعبل فيهم ومن كتر ما بنشوفهم كنا بنزهق من منظر الشعر الأصفر والبشرة المحمرة. دلوقتى فعلا فيه نقص رهيب فى عددهم (أو يمكن أنا اللى نظرى بقى ضعيف).
دلوقتى بقيت مذهولة لما بسمع إن بلد زى الأردن ماحيلتهومش غير البتراء وحتة مسرح رومانى يتيم بقت مقصد للسياح اللى بيروحوها بدال مصر. حتى دبى يا ربى...!!! دبى بقت حلم الأجانب.
لما سافرت برة وزورت أكتر من بلد فهمت. الناس ماعادش يهمها تكتفى بإنها تتصور جنب أبو الهول أو وهى راكبة جمل. أبو الهول أو الهرم اللى يتمرمط السايح عشان يشوفه فى مواصلات مهترئة وسلوك عنيف من سواقين التاكسى والباعة الجائلين وحتى باعة المحلات فى المناطق السياحية بدون ما يكون فيه حد يحاسب هؤلاء، فضلا عن انعدام النظافة تخلى السايح يقول يغور أبو الهول على الهرم على اللى عايز ييجى البلد دى (خللى بالك أنا لسة ما تكلمتش عن البهدلة فى المطارات وطابور الجوازات وخلافه)
البلاد برة فيها خدمات. ماتتعبش عشان تروح أى مكان. فيه مواصلات أرضية وتحت أرضية دايما نظيفة وحالتها جيدة. حتى لو مزدحمة برضه تفضل حاسس وانت راكبها انك بنى أدم وليك كرامة. عمرى ما شوفت فى ألمانيا ولا فى إيطاليا مواطن بيجرى ورا الأوتوبيس ويتشعبط فى السلم، ويقع ويقوم بسرعة يجرى عشان يلحق يتشعبط فى السلم ويقع وكدة. (مابال السايح؟؟)
كل حاجة برة بمكن وزراير. مانتش مضطر تتعامل مع موظف حكومى قرفان من عيشته ومن انه بيشتغل طول النهار زى الحمار وبيستحمل رزالة خلق الله مقابل تلاتة تعريفة مش بيكفوه عيش حاف هو وبيته، يقوم يطلع قرفه وغلبه عليك. حد فيكم فاكر امتى أخر مرة اتعامل مع موظف شباك أو موظف فى أى مصلحة حكومية كلمه بأدب أو ابتسم فى وشه؟ (ده يبقى حظك حلو لو ما اشتبكش معاك وشتمك!!) المكنة لا يمكن تشتمك ولا تكشر فى وشك.
موظفين الأمن فى كل مكان من محطات مترو أنفاق إلى حراسة شوارع إلخ إلخ (غير انهم بيقوموا بمهتمهم فى حفظ الأمن) كله بيعرف انجليزى وبكل أدب يوجهك للصح. فاهم ده معناه ايه؟؟ معناه أصلا انه بيأدى وظيفته ومش بس كدة، لأ ده كمان من الأصل عارف هم حاطينه فى المكان ده ليه!!!
نلتقى بعد الفاصل :=)

July 27, 2007

الدين المعاملة

طبعا أول ما تيجى سيرة الدين، الكل يقوللك "قال الله... قااااااااال الرسول... الحجاب يا أختى المؤمنة... أطلق لحيتك يا أخى".
الدين اتلخص كله فى شوية شعر فى وش الراجل أو ربع متر قماش على راس الست وركعتين وكدة يبقى ربنا مالوش حاجة عندنا. طب ايه أخبار الكذب؟ ايه أخبار كتم الشهادة؟ نقول ايه فى شهادة الزور وأكل السحت؟
الواحد من دول دقنه فى وشه قد كدة وزبية صلاة تحسسك انه واخد روسية طاظة وتلاقيه يخسر فى الميزان ويبيع بضاعة مضروبة وهو بيحلف ميت يمين إنها زى الفل. وألذ حاجة اللى تلاقيه يبصصصصص لواحدة حلوة وهو عينيه هتطلع عليها وتبقى نفسك تديله منديل كلينكس يمسح ريالته اللى مغرقة وشه وهو بيقولها : انتى مفروض تتحجبى (طب مش لما تغض بصرك انت الأول؟؟)
تعالوا نحب كام أية فى القرأن تناولت العبادات؟ وكام أية فى المقابل اتكلمت عن حسن الأخلاق ومعاملة الغير؟؟ ماهو ربنا زى ما أمر بالصلاة والصوم ماهو أمر كمان بالصدق والأمانة واعطاء الناس حقوقها... يعنى زى ما الصلاة فرض/ أداء الأمانة كمان فرض ولا احنا بناخد اللى يعجبنا واللى مايعجبناش نسيبه؟