November 1, 2008

المدرسة.. المدرس... المعتقل ... الجلاد




بعد أن تعددت الأخبار عن المدرسين الذين فقأون أعين الطلاب، أو يصيبوهم بكسوور أو عاهات مستديمة... خرجت علينا وسائل الإعلام بنبأ المدرس الذى قتل "طفلا" فى التاسعة من عمره بعد ركله بالشلوت عدة مرات حتى فارق الحياة وولا كأنه كلب شوارع لحس جلبابه فى يوم جمعه!!


وأتذكر بهذه المناسبة أن كنت فى الصف الخامس الابتدائى، وكانت مدرسة اللغة العربية تأمرنا بتقسيم كل دروس القراءة إلى أربعة فقرات وأن واجبنا اليومى هو كتابة كل فقرة 3 مرات + مرة إملاء أى أن الواجب لم يقع فقط علينا كطلاب وإنما طال هذا العقاب أولياء أمورنا أيضا.. وكنت وقتها لا أرى أى فائدة أو أى عائد تعليمى من وراء هذا "التعذيب" اليومى، فقد كنت فى الصف الخامس كسائر زملائى نجيد القراءة والكتابة وبالفعل.. فما فائدة "نقش" النص كما هو عدة مرات؟؟ لم أكن أر فيه سوى نوع من تعمد إرهاقنا وكأنه واجب مقدس عليها.. أو هو نوع من الاستضعاف ليس إلا!! ولذلك فقد توقفت عن أداء هذا الواجب تماما... حتى جاءت المربية الفاضلة ذات يوم لكى توقع العقاب على "المارقين" ومنهم كاتبة هذه السطور بالطبع.. فكان لكل فقرة لم تكتب أو تمل عقاب الضرب على راحتى اليد بواقع "خرزانتين" لكل فقرة.. وكان أن ثقل حسابى فكان مجموع ما على من "جلدات" هو 18 خرزانة وكأننى قد أتيت حدا من حدود الله (ولم يكن يتعد عمرى وقتها ال9 سنوات)!!!.. وبالفعل قامت بإقامة "الحد" على بواقع 18 خرزانة وأذكر أنى ظللت أبكى لمدة 3 حصص متتالية وأنا عاجزة تماما عن تحريك أصابعى!!!


وبعد عدة سنوات جاءت مدرسة أخرى من أصول ريفية وكانت توقع العقاب على الطلاب بضربهم بالسن المعدنى للمساطر الخشبية على ظهور أيديهم من عند مفاصل الأصابع,, فكنا نرى "المضروبين" صباح اليوم التالى وقد اصطبغت أكفهم بصبغة اليود والميكروكروم وكل ذنبهم أنهم كانوا يلعبون كرة القدم وقت الفسحة فى فناء المدرسة!!!


كان هذا يحدث لنا منذ أكثر من عشرين عاما... فماذا كانت تنتظر وزارات التربية والتعليم المتعاقبة حتى توقف هذه المذابح التى يرتكبها جلادون مجرودن من أدنى صفات الإنسانية؟؟ هل كان من الضرورى أن يمت إسلام أو غيره؟؟ وهل ستتحرك الحكومة بعد مقتل إسلام أم أن قائمة الضحايا لم تنته بعد؟؟