December 17, 2007

ويلسون وكرة السلة




لتوم هانكس؟ Cast Away هل شاهدت فيلم
هل تذكر "ويلسون" ؟؟




إذا لم تكن قد شاهدت الفيلم، فهو باختصار يحكى قصة مشابهة تماما للقصة الشهيرة روبنسون كروزو، عن رجل عصرى يستقل طائرة، والتى تسقط فى المحيط ولا ينجو منها إلا بطل الفيلم، الذى يجد نفسه معزولا وحيدا على جزيرة نائية فى وسط المحيط. وعندما شعر البطل بمرارة الوحدة، وجد كرة سلة كانت قد طفت من حطام الطائرة واستقرت معه على الجزيرة، فيرسم بطل الفيلم على هذه الكره بدمه وجه إنسان ويسميها "ويلسون" ويتخذ من هذا ال"ويلسون" صديقا حميما يسايره ويشاكسه ويسامره ويحكى له ويشكو إليه. وبعد بضع سنين، يهتدى هذا الرجل لعمل قارب مسطح عن طريق ربط جذوع الأشجار بعضها إلى بعض وطبعا يصطحب معه فى رحلة الهروب من هذه الجزيرة صديقه الوحيد ورفيق وحدته "ويلسون". ثم أن تعالت الأمواج فى وسط المحيط وأخذ هذا القارب يتأرجح، حتى أن الكرة "ويلسون" تتدحرج حتى تسقط على سطع مياه المحيط وسط صراخ البطل ومحاولاته إنقاذ "صديقه" حتى إذا ما باعدت بينهم الأمواج، يظل البطل يصرخ ويبكى صديقه ويكتئب لفقدانه إياه!!



ولا أدرى لماذا ذكرنى هذا الجزء من الفيلم بعالم السايبر ومجتمعات السايبر وأصدقاء السايبر. فالكثير منا - إن لم يكن معظمنا أو كلنا - نتخذ من علاقات السايبر بديلا عن العلاقات الطبيعية ونعيش مع السايبر أصدقاء من خلال شبكة المعلومات وقد لا يرى بعضنا بعضا.



ولكن الملاحظ أن بعضنا يتعامل مع السايبر أصدقاء كما لو كانوا أصدقاء أو أخوة حقيقيون، يبوح لهم بمكنونات صدره ويتعاطف مع أزماتهم وينشغل بهمومهم ويقلق لغياب أحدهم كما يفعل مع أصدقاء دراسته أو عمله أو مجتمعه الحقيقى.




إلا أن البعض الأخر - والذى يقضى ساعات طويلة أيضا على الشبكة - والذى يكون شبكة كبيرة أيضا من السايبر أصدقاء، إلا أنهم لا يكنون مثل هذا القدر من الاهتمام الحقيقى والمشاعر الحقيقية لأصدقاء السايبر.. فالسايبر أصدقاء بالنسبة لهم هم مجرد وسيلة للتسلية أو الترفيه أو شغل الوقت أو نيل أى منفعة من ورائهم عن طريق "استخدامهم" ماديا أو عاطفيا أو حتى فكريا.



فما هو الفارق بين هذين النمطين؟ الفارق يكمن فى الشخص نفسه، فهناك من يرى فى السايبر أصدقاء "ويلسون" الصديق الوفى والأنيس المخلص، وأخرين لا يرون فى "ويلسون" إلا مجرد كرة سلة!!

4 comments:

Anonymous said...

الحمد لله اصدقاء الشبكة بالنسبة لي تمثل شىء كبير جدا ومهم ايضا
لدرجة ان رحيل احد هؤلاء الاصدقاء سبب لى قدر من الالم اكبر من اقارب كثيرين واصدقاء دراسة ومعارف قابلتهم فى حياتى
ورغم مرور تقريبا عام على وفاته الا انى ما زلت استرجع كلامته فى كثير من المواقف
مع العلم انى لم اتشرف بلقائه ولو لمره واحده
يعنى استطيع ان اقول ان الصدقات من الشبكة حقيقة وليست كرة سلة على الاطلاق
ولنا عودة ان شاء الله

اسامة يس said...

الانسان هو الانسان... وان اختلفت الاماكن فهو لم يختلف...

اقصد ان شخصية ما قبل النت ما قبل السايبر هي التي ستسيطر عليه خصوصا في المرحلة الاولى قبل ان يصدم مثلا في صديق سيبري مثلا يجعله يغير وجة نظره في عالم النت اذا كانت شخصيته الدخول في علاقات اجتماعية والتعايش معها....
المعنى ان صديق كرة السلة هنا يؤكد لنا امراً في المطلق ان الانسان كائن ولنبتعد قليلاً عن حيوان .. ولنقل كائن مخلوق مدني اجتماعي بطبعه كما قال ابن خلدون...
لذلك حاول هنا ان يجد من يؤنس وحدته ولو بوهم... فلما فقده جن جنونه ...

خلاصة الامر ان اذا كانت قبل النت شديد التعايش مع الاخرين فلن تتغير طباعك الا اذا جد جديد والعكس...
وان الانسان بطبعه يميل للتعايش مع الآخرين....
موضوع جميل..
استمتعت بقراءته...
دمت بكل ود..
خالص تحياتي

Anonymous said...

قيمة هذا الفيلم فى انه يخترق العلاقة الأنسانية بين بنى البشر و حتمية كونها أجتماعية ... و ذلك برغم عدم استحالة فرديتها

حينما لم يجد الفرد مجتمع يتعايش معه و يتواصل ... اخترعه ... ثم نفث فيه كل انسانيته كما يراها وكما يريدها و أصبح الأخر أنعكاس لذاتيه البطل

من هنا صار هذا الأرتباط القوى و بين توم هانكس وويلسون

أما كرة السلة لو امتلكت عقل و عينين و أرجل ..... بالتأكيد كنا سنرى علاقة من نوع أخر ... و لتمكن السلوك البشرى بكل موروثاته من القفز على المشهد برغم قسوته .. و ما فيلم روبنسون كروزو الأصلى ببعيد عن الذاكره
ماهو على السيبر هو نصف ويلسون .. كرة تنس مثلا .. ننتقى منها من يرضى غرورنا و نستكمل به نواقص شخصياتنا و نستكمل به احتياجاتنا الأنسانية و المادية ان أمكن

علاقات و شخصيات السيبر طوق النجاة لخليط من المعقدين و المرضى النفسيين و الأنتهازيين و فاقدى الثقة فى النفس و فى المقدرة على التواصل فى العالم الحقيقى ....
الا من رحم ربى

Cleo said...

طب هل نستطيع أن نعمم التشبيه لينال أيضا الصداقات الواقعية أو الغير سايبر؟؟