August 11, 2007

انعدام الهوية

فى الماضى كان من العار الجسيم أن يمد رجلا يده على امرأة بسوء أو أن يشتبك معها فى الكلام.. كانت تبقى فضيحته بجلاجل. كانت النساء (وخاصة فى الأحياء الشعبية) تستطيع أن تمسك ب"أجعص شنب" فى الحارة والذى قد يكون فتوة المنطقة الذى ترتعش الأرض تحت قدميه، دون أن يستطيع أن يدافع عن نفسه أمام تلك المرأة.. فكان يوصف من يقوم بذلك بأنه "مش راجل"

نرى كثيرا فى الأفلام الزوج وقد جارت عليه الأيام، فتتبرع زوجته بذهبها أو مالها، فيصرخ فى وجهها بكل كبر "مش أنا اللى أخد فلوس من واحدة ست.. الناس تقول عليا ايه لما مراتى تروح تشتغل...إلخ" فقد كان "الرجل" الذى يعجز عن التكفل ببيته "مش راجل"

حتى فترة وجيزة كانت الأفلام تسخر من الرجل الذى تتغنج زوجته أمام الناس أو الذى ترتدى زوجته ملابس مثيرة أمامه وهو يبتسم ابتسامه بلهاء.. (شرعا يطلق على مثل هذا وصف "ديوث")

كنا حتى عهد ليس بقريب جدا نسمع أن "الراجل بكلمته" أو "كلام رجالة"... أما الأن فقد أصبح الكلام كله كلام من زبدة يطلع عليه النهار يسيح.. فلا عهد يوفى ولا كلمة تحترم. وساعة ما تتزنق عيل ورجعت فى كلامك

أتذكر ذات مرة أيام الدراسة وقبل أن يمن الله على بسيارة أن رأيت داخل أحد الأوتوبيسات أحد المشاهد الذى لم يمح من ذاكرتى حتى الأن.. فكان الأوتوبيس مزدحما جدا كالعادة ويحمل ضعف طاقته. حتى قامت إحدة الفتيات لتدفع التذكر للسائق، فأسرع أحد "الشباب" الوقوف لاحتلال كرسيها، فلما عاتبته صرخ فيها "محدش كان قاللك تقومى" !!

وما فاجأنى مؤخرا ولكنه لم يدهشنى، أن أجد بعض الرجال (هكذا يبدو على هيئتهم على الأقل .. أنهم رجال) يقفون فى طابور السيدات فى المصالح الحكومية بحجة أنهم يقضون مصالح لسيدات وهذا طابور السيدات..!! وأخذت أفكر وأحاول أن أفهم المنطق الذى يدفع برجل أن يقف تحت مظلة السيدات ويحسب مع جموع السيدات!!!

نعود لمقدمة الموضوع ونسأل... هل يمكن أن نطلق على هؤلاء أيضا لقب "بدون" ؟؟


4 comments:

Hook said...

ثقافة القطيع
قد أقو أن السبب هو مجتمع المدينة حيث لا يعرف أحد الآخر...و لكن المفاجأة أن هذا يحدث في الريف أيضا.
كل ما هو جميل و راقي, يذهب بعيدا. و كل ما هو سيء و قبيح يبقى ليخنقنا.

Anonymous said...
This comment has been removed by a blog administrator.
Anonymous said...

عفى الله عنك وغفر لك أخي الكريم
أنا أحد إخوانك البدون الموجودين بالكويت ونحن سلبنا حقوقنا بفعل الحكومة وظلمها لنا , ولكن الله له الحمد والمنة فضلنا وميزنا بطيب المنبت وجسن الأصل وجمال الأخلاق والإيمان فكيف يصح أخي أن تشبهنا بالساقطين وحثالة المجتمع ؟
فظلم ذوي القربى أشد مضاضة
ولعلها من وساوس الشيطان
أسأل الله أن يغفر لنا ولك .

Cleo said...

أخى الكريم...

قد تأثرت جدا من مداخلتك.. وبداية أود أن أستسمحك وأطلب منك السماح والعفو حيث أنى أبدا لم أكن لأقصد السخرية أو إهانة أخوة لى فى الله قد يكونون خيرا منى بصالح عملهم وتقواهم... وأستغفر الله العظيم من ظلم ذوى القربى.. وإنما كان الأمر كله سوء استخدام غير مقصود للكلمة..

وقد أخجلنى حسن أدبك ورقيق عتابك حتى أنى قد غيرت عنوان المداخلة وكذلك قد حذفت الفقرة التى تشير إلى جماعة البدون وأرجو أن تتقبل اعتذارى..

ولك منى أطيب سلام