August 5, 2007

ألوووووووو



ملاحظة غريبة لاحظتها أثناء عملى فى أماكن متفرقة. لاحظت أن زملاءنا العاملين من الطبقات الاجتماعية والوظيفية الدنيا، يمضون وقت فراغهم أثناء يوم العمل فى الحديث فى التليفونات!!! الحديث قد يطول لأكثر من ثلاث ساعات للمكالمة الواحدة!!!
حاولت أن أسترق السمع مرات عديدة لهذه المكالمات (سامحنى يا رب) لكى أفهم ماهو هذا الأمر الخطير الذى تستغرق مناقشته ساعات عدة وكأنها مباحثات سياسية رفيعة المستوى لحل أزمات الشرق الأوسط!! ومع ذلك فشلت فى التقاط أى خط يدلنى على هوية تلك المكالمات.
هل هى مكالمات لمناقشة أعمال خاصة؟؟ لا أظن، فالحالة الاقتصادية لهؤلاء الزملاء لا تدل على وجود أعمال خاصة أو مصادر أخرى للدخل. هل هى مكالمات عائلية من باب صلة الرحم؟ الله أعلم وإن كانت الضغوط الاقتصادية والاجتماعية والسياسية جعلت الأرحام عبئا ثقيلا، فالأب مهموم من عبء الأبناء والأبناء لا يكادون يتحملون أبائهم (خاصة كبار السن) أما الأخوة فدائما من نسل كرامازوف.
هل هى مكالمات غرامية يبث فيها المتحدث زوجته/ زوجها جم مشاعر الحب والغرام لعدم استطاعتهم الصبر حتى الوصول إلى المنزل؟ القاعدة الاجتماعية التى وضعها القدماء بحكمتهم تقول (إن دخل الفقر من الباب هرب الحب من الشباك) وخاصة فى مجتمعنا حيث المشاكل الزوجية قائمة على مصاريف المدارس ومصروف البيت وعاوزين نصيف و(أمك تخينة قوى يا ممتاز)!!!

أغلب الظن أن هذه المكالمات هى مجرد دردشة عابرة.. محاولة من الفرد للتمسك بأى خيط يربطه بالعالم الخارج عن نطاق العمل و تسلط الرؤساء (خاصة على هذه الطبقة).دردشة كتلك التى تدور فى أى جلسة أصدقاء على المقاهى أو فى زيارات البيوت، إلا أنها مجانية. نعم. مجانية ولهذا فهى الأفضل بالنسبة لهؤلاء. فإن افترضنا أن الشخص لكى يتواصل اجتماعيا مع أحباءه، فإنه يجب أن يسلك طريقه للقاء فى وسائل مواصلات متهالكة تصبح عبئا عليه وهما من همومه فى حين أنه خارج للمتعة، فضلا عن المصاريف.. مصاريف المواصلات ومصاريف المشاريب ان كان اللقاء فى مقهى أو خلافه والطامة الكبرى لو كان اللقاء فى منزله (يعنى لازم يعشى الضيف)..

أما تليفون العمل.. فهو يؤدى الغرض مجانا حيث أن صاحب العمل هو من يقوم بدفع الفاتورة ولا يكلف مجرى الماكلمة إلا إجهاد عضلات فمه ولسانه ونفس طويل

No comments: