December 3, 2010

التحضر




بعد عدة جولات فى عدة بلدان من تلك التى يطلق عليها "دول متحضرة"... وبعد سلسلة من المقارنات والتحليلات والاستنتاجات.. توصلت أخيرا لسبب تحضرهم وسبب تخلفنا.... توصلت لذلك "الجين" الذى لا تكاد تجده فى مجتمعنا، بينما هو متفشى فى مجتمعاتهم المتحضرة.... إنه "الاحترام".
احترام القوى للضعيف، واحترام جهل الغريب، احترام الأخر الذى لا تكاد تعرف من يكون، حتى أنه يقال أن انحناءة اليابانيين للأخر لدى التحية، إنما هى احترام لروح الله التى نفخها فينا عند الخلق.. أما نحن فلا نكاد نعرف الله إلا من خلال إطالة الأثواب واللحى!!


فعمل أرصفة فى الشوارع مجهزة لاستخدام كبار السن وأصحاب الكراسى المتحركة وعربات الأطفال الرضع إنما هو محض احترام لضعفهم وحاجتهم.


إجادة العامل فى عمله وإجادة الصناعة إنما هى احترام العامل لصاحب العمل وكذلك العميل، لذلك فبضائعهم أجود وأكثر رواجا...


المعاملة المهذبة إنما هى احترام، ولذلك فأعصابهم وأخلاقهم أهدأ...


عدم إلقاء القاذورات فى الشارع إنما هو احترام للأخرين كى لا يتأذوا من شوارع قذرة، لذلك فبلادهم أنظف...


انسيابية المرور ونظامه انما هو احترام المشاة لحقوق السائقين واحترام السائقين لحقوق المشاة، لذلك فمرور بلادهم "أسلك" وأأمن وأكثر تنظيما...


ولكن، كما أن للبيت رب يحميه، فأيضا للاحترام قانون يحميه.. فمن يخالف القانون و"يقل احترامه" للقانون والأخرين فإن له معيشة ضنكا وعقابا لا يفلت منه... والقانون هناك يطبق على الجميع ومحدش ابن "مين" فلا تجد أحدهم يخالف ويبلطج مرددا "انت ماتعرفش أنا ابن مين"... أما بلادنا فنصفها أولاد "Mean"


لذلك فإنهم متحضرون... لإنهم محترمون.... و كما علمتنا أمهاتنا ومدرساتنا فى طفولتنا "اللى بيحترم بيحترم نفسه".


1 comment:

عين فى الجنة said...

حمدا لله على السلامة
اتفق معاكى طبعا