May 25, 2008

عروبة قصر - بقلم إبراهيم عيسى

نشرت صحيفة الدستور بالأمس هذا المقال للصحفى إبراهيم عيسى ولشدة صدق ما جاء فيه أنشره لكم كما هو...
فقط قمت بتظليل فقرة كنت قد نوهت إليها فى إعلانى عن المدونة الجديدة "أعدائيل".. وهذا إن دل على شىء فإنه لا يدل على أن إبراهيم عيسى لا سمح الله اقتبس الفكرة منى.. ولكنها تدل على أن الحقيقة أوضح من الشمس وبات يراها الجميع... مع المقال:
عروبة قصر!

إبراهيم عيسي

أين مصر؟ لأ صحيح أنا أسأل بجد: أين مصر في المحيط العربي؟
نحن نسمع طوال الوقت خوتة دماغ وكلامًا منفوخًا وكذبًا منفوشًا من أفواه جماعة محبي ومنافقي الرئيس عن زعامته العربية وقيادته الحكيمة، والعرب الذين لا يفعلون أمرًا إلا بناء علي أمر السيد الرئيس، رئيس الريادة والقيادة والسيادة!! ثم فجأة نسمع من ذات نفس الأفواه من جماعة المحبين والمنافقين كلامًا من نوع مالنا ومال العرب، ويجب أن تبحث مصر عن مصلحتها، وتترك بقي الكلام الحنجوري بتاع زمان عن العرب والعروبة، رغم أن قصر الحكم في مصر يحمل اسم قصر العروبة، لكن أكثر من يطعن في العروبة وأصحابها ودعاتها هم محبو سكان قصر العروبة، وهكذا احتار دليلنا فيما يراه ويعتقده رجال الحكم والحزب الوطني في بلدنا، هل نحن زعامة العرب أم أننا خلعنا من العرب؟!
لكن عمومًا تبدو مكانة مصر وسط محيطها العربي في حالة ضآلة غير مسبوقة، ولم تشهد مصر في تاريخها حتي في الفترة من 1977 إلي 1981 حين كانت الدول العربية قد قطعت علاقاتها الرسمية مع مصر بعد زيارة الرئيس السادات إلي القدس وضعًا أسوأ مما نحن فيه الآن، فقد كانت مصر الرسمية لا تزال وقتها علي درجة من الهيبة والمهابة والحضور والدور إلي حد أن ينازعها البعض عليه، البعض تصور أنه جدير بخلافة دور مصر، أما الآن فالوضع وضيع، فلا أحد ينافس مصر، ولا أحد مهتمًا بدورها ولا ردود أفعالها، وهذا أسوأ ما جري لمصر، ليس لأنها لم تعد الأهم بل لم تصبح مهمة بالنسبة لقرارات ومقدرات الآخرين، دور مصر بات يشبه هذه الأيام بالنسبة للعرب دور أخ كبير فقد صحته وتركيزه، ومع ذلك لا يمكن أن ينعقد عقد قران أو قراءة فاتحة في العائلة إلا بحضوره شأن التقاليد المرعية، وحفاظًا علي شكليات الواجب المفترض، أما مدي مشاركة هذا الأخ في اتخاذ القرار فلا أحد يسأله رأيه أساسًا، ولعل ما جري يؤكد أن:
1- مصر تتحرك مواقفها طبقًا لما يخدم رأي وموقف الولايات المتحدة الأمريكية، وبما لا يشوش علي علاقتها المتينة بإسرائيل، خشية ضغط إسرائيلي أو غضب من تل أبيب.
2- مصر تخلت عنها في سلة الطلبات الأمريكية والإسرائيلية، فالذين يحبهم الإسرائيليون في المنطقة ويدعمونهم هم للمفارقة الذين تحبهم حكومة مصر وتدعمهم، وللغرابة فكل من تقف إسرائيل ضده وترفضه وتشن عليه حروبًا عسكرية وإعلامية وسياسية هو نفسه الذي تحاربه مصر إعلاميًا وسياسيًا وتتحالف ضده، كما جري مع حركة حماس في فلسطين وحزب الله في لبنان ونظام بشار الأسد في دمشق، وليس هناك توافق واتفاق تام جري بين القاهرة وتل أبيب أكثر مما ظهر فيما يخص حماس وحزب الله.
3- مصر تخلت عن أي دور للمصالحة والتوفيق وعدم الانحياز بين الأطراف، وصارت دولة منحازة بل وغليظة في انحيازها، لدرجة إعلانها عداءً مباشرًا لحزب الله في حرب 2006، وحين انتصر حزب الله أصرتها في نفسها ثم عادت وعادته فانهزمت عندما انهزم حليفها في بيروت، ثم لحظة الجد ونزع الشوك من حلق لبنان استبعدتها كل الأطراف (من معها ومن ضدها) وباتت علي الهامش لا سأل فيها أحد لحظة التوافق ولا سألها أحد يوم الاتفاق.
4- مصر صار لكل هذا تحركها في السودان، واكتفت بدعم نظام مستبد دون أن تمد يدها لكل الأطراف وتحتوي كل المتصارعين، وهذا ما ظهر في فرجة مخزية علي ما يجري من حرب أهلية في دارفور كأن السودان لا تعنينا، بل وجري التهوين مما يجري وعدم التفاعل مع ما يحدث، ثم فرجة إضافية علي الحروب الصغيرة المتنامية في أطراف السودان وحتي الخرطوم، وكأن هذا البلد الجنوبي ليس هو قلب أمن مصر وعمق حياتها، لكن مصر اكتفت في السودان بغياب كلي عن التأثير واختفاء كامل للأثر!
5- مصر تضيف لكل هذا.. الفشل اليومي في لعب دور الوسيط بين إسرائيل وحماس، حيث تم تلخيص دور مصر في القضية الفلسطينية إلي مجرد وسيط وناقل رسائل وحارس بوابة معبر، والمذهل أن مصر تفشل حين تتوسط بين المتشددين الفلسطينيين وإسرائيل، وكذلك بين المعتدلين والمتنازلين الفلسطينيين مع إسرائيل.. ومصر التي يقتصر دورها علي السعي للتهدئة تفشل في دور قرص المهدئ!!
6- ثم إذا بسوريا حين تقرر التفاوض مع إسرائيل يختار الطرفان تركيا مكانًا وطرفًا للتوسط وللتفاوض المشترك، وليس مصر الطرف الأولي بداهة وهي الصديقة المزعومة للطرفين، وكأنه تجاهل لدور مصر، وكأنها لم تعد في قلب المشهد، بل وليست في المشهد أساسًا..
يا خسارة.

6 comments:

Unknown said...

الحمدلله بقالي فتره ربنا شفاني من مرض قراة الدستور
لاني فعلا بعد قراه العناوين ادني في حالة اكتئاب
ممزوج بكره لهؤلاء الذين فعلوا بنا كل هذا
ولكن مع الاسف فكثير مما يقال صحيح
صحيح ومر
فمصر باتت بلا قيمه
عندما اصبح المواطن المصري نفسه بداخلها بلا قيمه

صباح الخير يا مصر said...

Cleo
*****
انا ارى كل هذا له علاقه بنظرية التوريث والذى جعل من مصر تابع للولايات المتحده تحاول ان تنول الرضا منها باى شكل و الذىجعل مصر تبيع الغاز لاسرائيل باقل مماتبيعه للشعب المصرى والذى جعل مصر تهنئ اسرائيل فى عيدها و نست انه عيد النكبه
فى النهايه اقول ان هذه الافعال هى وارده من الابن الذى يحكم حاليا و ليس الاب

عين فى الجنة said...

اهلا بيكى مرة اخرى نورتى سماء التدوين
انا باهز راسى من فوق لتحت يعنى موافق على كلام ابراهيم
وموش قادر انطق ولا اكتب اى كلمة لان الكلام حيكون فى خانة ما يعاقب عليه القانون لخدش الحياء
كنتى فين بقى؟

Cleo said...

دمعاتي ...
أان أيضا قاطعت نشرات الأخبار تماما.. ضغطى بيعلا وبحس انى عاوزة أعيط... تقولش فيلم دعاء اكلروان بجلالة قدره!!

Cleo said...

صباح الخير يا مصر

أهلا بيك فى مدونتى المتواضعة.. :-)

عزيزى.. تعددت الأسباب والموت واحد

Cleo said...

راجى ...

سماء التدوين منورة بالمدونين المخضرمين والمحترمين مثل حضرتك :-)

موضوع يخدش الحياء ده أنا مواقة عليه تماما.. والدليل إن أنا كمان مارضيتش أعلق على المقال ؛-)

كنت فين؟؟ كنت فى الدنيا بحاول أعالج نفسى من أثار القرفة اللى حصلتلى وأنا بشاهد الحكومة بعد حادثة ال30% وهى تتصرف كأى نصاب صايع.. كدة عينى عينك.. لا حيا ولا خشا.. على عينك يا تاجر,,

وكفاية كدة لحسن قربت أوصل لمرحلة خدش الحياء اللى كنا بنتكلم عليها من شوية :-)