December 3, 2007

أثرياء ميلودى يحتقرون العامة الكادحين


استمرارا لمسلسل التطاول على كل شىء، والاستهزاء بكل القيم والتعال على الأخرين... أتحفتنا فناة "ميلودى تتحدى الأدب" بإعلان جديد تسخر فيه من البسطاء الكادحين ممثلين فى سائق تاكسى..
يصور الأعلان سائق تاكسى يقود سيارته فى عز نهار صيفى، حتى يفاجأ بذلك التافه الذى يمثل القناة يقف فى وسط الطريق (إذا كان بيتحدى الأدب فمن الطبيعى يتحدى المرور كمان).. ينظر "كوم اللحم" الذى يمثل القناة إلى السائق من نافذة السيارة بمنتهى الاحتقار ويقول له بمنتهى التعال "عتبة" و كأنه جاى على نفسه قوى..
يبدأ الإعلان بتصوير السائق وهو يضع على تابلوه السيارة دمية على شكل كلب تهز رأسها فى رتابة ومعها السائق يهز رأسه على نفس الوتيرة وكأنهم يقولون أن هذا السائق "الشقيان" ما هو إلا كلب ينبح..
ينطلق السائق فى الشكوى من الفقر ومن مهنته المتعبة والتى هى فى واقع الأمر من أكثر المهن فى مصر إشقاء - فى رأيى المتوضع - ، فصاحبها عليه أن يتحمل حرارة الجو 12 ساعة على الأقل ويتحمل رذالة هذا وذاك وتكدس المرور وتسلط وجبروت رجال المرور كل هذا وهو محبوس فى صفيحة تكتوى بنار الشمس وهى تسير على أسفلت ملتهب.. يمر السائق فى حديثه على طبقة الأغنياء وما لها من امتيازات غير طبيعية ورفاهية لا توصف فى العصر الذهبى للفساد.. فيذكر ما يسمونه ب"مطار الأنفاق" الذى تم إنشاءه خصيصا لأحد الأثرياء حتى لا يمشى فى الشوارع مثل باقى البشر...
ولمن لا يعلم فهذا الإعلان تحديدا يسخر من إشاعة حقيقية قد ظهرت منذ سنوات قليلة عندما أنشئ فى مدينة القاهرة الجديده نفقا ينتهى أحد مصباته عند مدخل منتجع جولف القطامية (وإسم المنتجع وحده كفيل بالإدلاء عن سكانه) فانطلقت الإشاعة أن هذا النفق قد تم إنشاءه لأهل هذا المنتجع كى لا يمشى سكانه (و هم من الوزراء وأهل السلطة وأهل المال) فى نفس الطرقات التى يمشى فيها العامة ومنهم جيرانهم القاطنين فى مساكن الزلزال!! وللعلم أيضا فإن أصحاب قناة ميلودى هم أنفسهم ملاك منتجع مجاور لجولف القطامية (أرابيللا) وعدة منشئأت أخرى مخصصة للأثرياء فى مدينة القاهرة الجديدة ولا عزاء للفقراء.
ينتهى الإعلان بأن يقوم بلطجى ميلودى باستدراج السائق إلى الصحراء والسطو على سيارته كأى مجرم مسجل خطر، وهى قمة البلطجة!!
كلما شاهدت هذا الإعلان ترحمت على الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذى وضعه فى موضع الزعامه انحيازه للفقراء واحترامه للكادحين ومحاربته لكل ثرى متعجرف منعزل عن واقع مجتمعه من عينة "فالاد فلاح خرسيس" وكيف خرج من عبائته أمثال هؤلاء!! كيف لم تؤثر فيهم خطبه ولا ما يحكى عنه من ثورية ووطنيه وتواضع.. ألم تلعب الجينات أى دور فى هذا!!
فسبحان الله الذى يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى ويخلق من ظهر الفاسد عالم ومن ظهر العالم فاسد!!

4 comments:

Unknown said...

هما فعلا بيتحدوا الادب و الاخلاق و الزوق و الحشمه
انا كرهت اللون الاصفر كرامه للغتيت دا هوه والبت الصايعه بتاعته
بس ارجوكي متظلمهمش
لان الناس دي بتقدم رساله
وانا حاسس اننا ممكن نكون فاهمينهم غلط
:)

DayDreaming said...

اولا احب احييكي على المدونه الجميله

اما بالنسبه للقنوات السخيفه واعلانتهم الاسخف واصرارهم المستفذ على الاستمرار فيها بالرغم من الهجوم الشديد اللي اتعرضوله فمقدرش اقول اكتر من اللي قاله سامح شكلنا احنا اللي فاهمنهم غلط خصوصا بعد اخر اعلان اللي بتظهر فيه حاجه كده من بتوع الكليبات اصلها كانت نقصاها

Cleo said...

ماشى يا عم سامح... عشان خاطرك انت.. وكرامة للبت الصايعة بتاعته مش هظلمهم ؛-)

Cleo said...

داى دريمر العزيز... أجمل تحية منى لشخصك الكريم..

أنا فعلا هعمل بنصيحة سامح ومش هظلم الواد الغتت والبت الصايعة بتاعته (بتاعة الواد الغتت مش بتاعة سامح) :-)