February 5, 2008

هنا دمشق

يحكى ابن المقفع فى إحدى قصص رائعته الخالدة "كليلة ودمنة" قصة عن أسد وثور كانا صديقين حميمين.. حتى دخل بينهما الذئب وأوغر صدريهما على بعضهما البعض، فقرر كل منهما قتل الأخر.. فعزم الثور على قتل الأسد، ولكن الأسد كان الأقدر والأسبق على قتل الثور، وهكذا وبعد أن قتل الأسد صديقه الحميم - الثور - استطاع الذئب أن ينعم بوجبة شهية من جثة الثور !!


هكذا أرى ما يجرى بين الشعبين الشقيقين المصرى والسورى ومحاولات الذئب الصهيونى - إسرائيليا كان أو أمريكيا
أو عربيا - لإيغار صدور كل منهما ضد الأخر.. حيثيات هذه الرؤية تتلخص - ولا تنحصر - فيما يلى:
- الدعاية المحرضة ضد حزب الله الشيعى
- نسب حزب الله لإيران بجملة "حزب الله الموالى لإيران" وكما يعلم الجميع فإن إيران هى العدو الحقيقى وليس إسرائيل أو أمريكا لا سمح الله
- العودة للتحريض ضد حزب الله
- نسب حزب الله لسوريا بجملة "حزب الله الموالى لسوريا"


وهكذا فإنه يتم الربط فى عقولنا الباطنة بين سوريا وإيران ويكون أن نضعهما فى نفس الكفة.. كفة الشر


من ناحية أخرى لا أستطيع أن أهضم فكرة أن الحديث المحموم عن أفضلية الدرامة السورية أو المصرية فى مقابل الأخرى، واستدراج الفنانين من كلتا البلدين للإدلاء بأحاديث يشوبها تحفز وعداء للطرف الأخر والذى وصل لحد التراشق بين فناني البلدين وتبادل الاتهامات ... لا أستطيع أن أهضم فكرة أن هذه الحملة وليدة صدفة أو أنها وليدة التنافس الشريف...


فالتهليل للدراما السورية على حساب المصرية وتكثيف الحديث عن أنها قد سحبت البساط من تحت أرجل الدراما المصرية يوغر صدورالمصريين ضد السوريين.. فيبدأون فى التصريح والدفاع عن أنفسهم والهجوم على السوريين مما يستفز السوريين بطبيعة الحال.. وتظل هذه المشاعر العدائية تتصاعد بين الشعبين حتى يتبذل ما بينهما بالدم (على رأى زهير ابن أبى سلمى) أو بالسباب (كما هى عادة كل العرب)، وهكذا فعندما يقع المحظور ويقوم الذئب الصهيونى بالهجوم على سوريا من بعد طول تربص، لا يهب الشعب المصرى للدفاع عنه ولا مؤازرته ولا حتى التعاطف معه..


أرى أمامى هذا السيناريو المشئوم وأنا أتحسر على المشاهد التليفزيونية الأرشيفية لزيارة الزعيم المصرى جمال عبد الناصر لدمشق عندما قام الجمهور السورى برفع سيارة عبد الناصر من على الأرض حامليها على أكتفاهم.. وأتحسر كذلك على أيام لم أعشها ولكنى سمعتها بكل فخر حين كان الشعبين المصرى والسورى شعبا واحد فى زمن الوحدة... وأموت قهرا كلما تذكرت ذلك المذيع فى الإذاعة السورية الذى أعلن نبأ هجوم الذئب الصهيونى من قبل على الأراضى المصرية فأنهى بيانه بعبارة "هنا القاهرة"


وكما بدأت هذه المقالة بذكر كليلة ودمنة، أنهيها كذلك بجملة شهيرة من كليلة ودمنة أيضا:
إنما أٌكلت يوم أٌكل الثور الأبيض

8 comments:

Unknown said...

قد يكون مفهوما على نطاق ضيق الغيره بين اهل المهنه الواحده
لكن ان يوجه لذلك لشحن شعب من شعب
شيئ ملفت للنظر.
بالنسبه لحزب الله اعتقد ان مكانته في قلوب معظم الناس صعب التاثير عليها
وان كنت اخشى من الزن الدائم من التيار الديني والدخول لقلوب الناس من ناحيه الدين

Cleo said...

أهو هو الزن ده يا سامح اللى قصدى عليه..

Anonymous said...

الحمد لله انك فعلا لم تعيشى مرحلة المراهقة السياسية و السذاجة العاطفية التى واكبت الوحدة المصرية السورية .... فترة رفع السيارات على الأكتاف ..... و الموسكى و سوق الحميدية ..

المفروض بقى احنا كشعب مصرى بعد التجارب المريرة التى مرت بنا فى الخمسين سنة الماضية نكون وصلنا لمرحلة النضج العقلانى و فهم الأمور بطريقة واعية و صحيحة ...

الدنيا مصالح .... البقاء للأقوى ... من تستطع ولم تأكله اليوم , حتما سيأكلك غدا ..... نحن أصدقاء طالما نحن على قدم المساواة فى القوة و الأحتياج لعضنا البعض ...

حينما ضعفت مصر انتهكها الفاطميون من أقصى الغرب ... و حينما ضعف العباسيون انتهكهم بنى العباس من أقصى الشرق .... و جميعهم كانوا مسلمين

اما صداقة الثور للأسد .... فتلك من الأساطير و الخرافات

سورية تتبع ايران تبعية الزوجة المصرية الغلبانة لزوجها .... لا شك فى هذا و سورية نفسها لا تنكر ولكن ساستها لازالوا يعزفون نفس الألحان القديمة المستهلكة , لعلهم يجدون بقايا يطربون لأغانياتها الوحدوية القومية التحريرية العربية و التبوله بالملوخية و الشركسية الكسكسية

الليث الذى وصف الرؤساء العرب بأنصاف الرجال و أشباه الرجال .... لم يطلق منذ واحد و ثلاثون سنة طلقة بندقية واحدة لتحرير لبوءته و التى تغتصب يوميا أمام عينيه و ينتهك عرضها على ايدى الضباع و يشهد كل صباح الأعتداء على شرفها من خلف الأسلاك الشائكة ...

لو هبينا تانى للدفاع عن سورية أو غير سورية نبقى احنا ناس مهببين بالهباب و نستاهل نتهبب هباب أكتر من اللى اتهببناه فى 48 و 56 و 67 أيام النكبة و الثلاثى و النكسة ....

و انهى مداخلتى بقولى

انما أكلت يوم أن وقعت بلادى فى أيدى حفنة من العسكر المغامرين

ملحوظة :
سوريا تكتب بالهاء و ليس بالألف

Cleo said...

أخى الفاضل الباش مهندس حسن..

اسمحلى أختلف معاك جذريا وفى صلب الموضوع











الزوجة المصرية مش غلبانة ولا حاجة :-)

لأ بجد أختلف معاك كليا.. ربنا خلق المسلمين وطلب منهم الاتحاد والرسول عليه الصلاة والسلام بيقول مثل المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا... والمسلمين عمرهم ما انتصروا إلا لما اتحدوا.. لما اتحدت مصر مع سوريا كسبنا حرب 73 لكن سوريا خسرت الجولان لأنها رفضت التفاوض عليها فى مباحثات السلام اللى عملها السادات..أوروبا ما قدرتش تقف قدام الطغيان الأمريكى إلا لما اتحدت وأصبح اقتصادها أكبر وأقوى من الاقتصاد الأمريكى والدولة المسلمة مكانتش ممكن تتحقق لو مكانش الرسول عليهالصلاة والسلام صالح بين الأوس والخزرج وأخى بين المهاجرين والأنصار... الفكر الوحدوى مش مراهقة سياسية... بالعكس.. ده قمة النضج أما قمة المراهقة فهو الذاتية البحتة زى أى مراهق ما يبتدى يفكر فى استقلال ذاته عن أسرته ويبص لوالده ووالدته على أنهم أنداد ويفكر فى ذاته مقابل ذاتهم.. هى دى المراهقة

Anonymous said...

اغرب مافي مداخلتك يا كليو (ان اسرائيل منتظرة او متحفذه للوثوب على سوريا!!!) طيب تفتكري ايه اللى ما نعها من هذا ؟؟ سوريا تلعب دورها المحدد لها والمرسوم لها بدقه سواء في لبنان او مع حزب الله او ابقاء المنطقة ملتهبه ومتقلقه وفي حالة قلق مما يسمح لامريكا بالبقاء والتهديد والوعيد

Cleo said...

ياسر..

أنا أول مرة أعرف إن سوريا بتلعب أى ألعاب.. لو كانت بتلعب يبقى من باب أولى كانت تساوم على أرضها اللى متاخدة منها مقابل اللعب ده..!!

الخطر يا جماعة إن كلنا بقينا نشك فى بعض.. ونتهم بعض.. ونبص على بعض بحذر وكأننا أعداء بعض.. بدال ما نبص على العدو الحقيقى

Zeinobia said...

تدوينة فى الصميم انا برضة لا احب الكلام على الدراما المصرية و السورية
عالعموم هى فترة و هاتعدى
انشا الله بس امتى و ازى الله اعلم

Cleo said...

زينوبيا..

المدونة نورت بوجودك :)

تعدى امتى مش مهم.. المهم هنقدر فى يوم نقول للزمان ارجع يا زمان؟؟