كنت أشاهد اليوم على إحدى الفضائيات فيلما تسجيليا عن رحلة الجمال فى درب الأربعين.. ودرب الأربعين هو طريق تاريخى بين مصر والسودان، حيث تنطلق قوافل تجارة الإبل من السودان إلى مصر فى رحلة قوامها أربعين يوما ولهذا سمى طريق هذه القوافل بدرب الأربعين..
تبدأ الرحلة من سوق تجارة الأغنام فى السودان.. حيث يقوم كبار التجار بشراء الإبل القوية وإرسالها فى قافلة كبيرة إلى مصر.. تسير القافلة فى طريقها بمناطق مليئة بالأعشاب والزرع أحيانا.. وأماكن وفيرة المياة أحيان أخرى وذلك فى بداية الرحلة حتى تبدأ الرحلة الحقيقية.. أراض شديدة الجفاف.. شديدة التصحر.. حيث لا مياه ولا أثر للحياة... وبرغم وحشة الطريق وقسوته تظل الجمال دون اختيار إلا أن تظل سائرة فى طريقها.. تمشى أحيانا فى طرق صخرية مفروشة بالحصى المدبب الذى يجرح أقدامها ويدميها.. تسقط الجمال من الألم وبعد بضع ساعات والقليل من الإسعافات البدائية تواصل سيرها رغم الألم الذى يعتريها...
البعض لا يستطيع مواصلة الرحلة.. يخر مريضا أو صريعا... والبعض يتغلب على هذه الصعاب والمشقات... حتى يصل فى النهاية إلى السوق فى أقصى صعيد مصر... ليتم شحنه فى سيارات إلى القاهرة ليلاق من نجا من رحلة الموت أثناء الطريق، نهايته الدامية فى المذبح..
رحلة شاقة هى رحلة الإنسان فى الحياة... ويتساوى من أكمل رحلته بمن سقط فى منتصف الطريق... فالنهاية دائما واحدة للجميع..
8 comments:
تشبيه جميل
فعلا رحلة الأنسان فى الدنيا لا تقل قسوة و معاناه عن رحلة الجمال فى درب الأربعين
ربنا ينجينا و يوصلنا سوق أمبابة على خير
هههههههه.... اشمعنى يعنى سوق إمبابة؟؟
معلومة صغننة
سوق امبابة هو السوق الرسمية الوحيدة لذبح الجمال فى مصر حيث تصل الجمال من السودان رأسا على هذا السوق
يعيش المعلم ويتعلم :-)
قوافل الجمال لها بريقها وسحرها ولكن من يقدر عليها الآن؟
منذ سنوات غير بعيدة يا كليو قام زوجان الزوجة مصرية والزوج أفريقى برحلة من القاهرة الى السنغال على ضهر جمل
ولولا ثقتى فيمن حكى لى القصة وقابل الزوجان لظننتها خرافة
تحياتى فى أول مرور
العزيزة بلاك روز... نورتى المدونة..
أرجو أن ترسلى تحياتى لأصدقاءك المغامرين الذان قاما بهذه الرحلة الشديدة الخطورة.. أنا عمرى ما أفكر أعمل كدة انشلله يكون ايه :)
السلام عليكم
بوست قوى جداً
وكأنك تقول الموت هو الحقيقه المعلومه لنا جميعاً .
والفرق بسيط بين من مات في وسط الطريق وبين من مات في آخرة
فليعيش الإنسان حياته بشكل صحيح ولتنتهي وقتما تنتهي
الأخ الفاضل علاء.. شكرار لمرورك.. تحليلك فى محله تماما :)
Post a Comment