June 12, 2008

رجالة وطول عمر ولادك...


منذ يومين تقريبا ذهبت إلى رحلة العذاب والضنا السنوية... رحلة تجديد ترخيص السيارة.. وهى رحلة بالرغم مما يسيطر عليها من بيروقراطية وغباء حكومى فى توزيع المهام وتوزيع أماكن تقديم الخدمة داخل إدارة المرور.. فضلا عن الحر الشديد وانعدام الخدمات المقدمة للمواطنين للتخفيف عليهم من عناء هذه الرحلة القاسية...إلا أنك تخرج من هذه الرحلة وأنت لا تلعن فقط فى المرور و الداخلية والحكومة.. بل أيضا فى الشعب الذى أصبحت الفهلوة تجرى منه مجرى الدم (وذلك لانعدام الدم عند غالبية لا بأس بها) حتى أنها - الفهلوة - أصبحت هى الصفة الوحيدة التى يتصف بها الكثير من الشعب ماحية فى طريقها صفات أخرى كثيرة منها النخوة والأدب والرجولة!!!


لن أتحدث هنا عن البيروقراطية العمياء.. وتدويخ المواطن وإتعابه وإنهاكه كما لو أنه جاء ليشحذ الخدمة من الحكومة وليس ليدفع دم قلبه ضرائب ومخالفات ملفقة ومصاريف إدارية لا مبرر لها مقارنة بمستوى الخدمة المتدنى... لن أتحدث عن أنه لكى أقف فى شباكين اثنين للخدمات اضطررت لأن أقف فى 5 طوابير!!! فأغادر الطابور فى الشباك 1 لأذهب لطابور الشباك 2 وبعد انتهائى من طابوره أعود لطابور جديد فى الشباك 1 ذاته ومنه عائدة لطابور الشباك 2 نفسه وهكذا خمسة مرات كالساعية بين الصفا والمروى!!

فحديثى هنا سيكون عن المواطنين.. وليس الموظفين...


فهذا العام لاحظت أن طوابير الرجال كانت قصيرة جدا مقارنة بطوابير النساء، بالرغم من العدد الهائل من الرجال الذين احتلوا المكان!! ما التفسير؟؟


التفسير أن الرجال أصبحوا يأتون ببناتهم وزوجاتهم ليقفوا فى الطوابير بدلا عنهم بحجة أن طابور السيدات قصير وبيخلص بسرعة!! وبدلا من أن يرفع الرجل هذا الحمل الثقيل عن زوجته أو ابنته، يتركها هى تعانى الأمرين من الوقوف فى الطوابير والشجار مع من يتخطاهن فى الدور وتحمل رذالة وقلة أدب الموظفين وهم إما يجلسون ليستريحوا على الدكك، أو واقفين بجوار طوابير السيدات ليدعوا فى نهاية اليوم أنهم "أنجزوا" مشوار المرور لزوجاتهم، بينما الزوجة هى التى تتحمل العبء كله.. على طريقة المثل البلدى الذى يقول "قالوا البقرة بتولد.. والتور بيحزق ليه؟؟ قال أهو تحميل جمايل" !!


والأنكى والأشد أن تجد رجلا يقف بنفسه فى طابور السيدات.. وعندما يسأل يضحك فى بلاهة واستعباط قائلا "أصل الملف اللى معايا بتاع واحدة ست.. مش ده طابور السيدات برضه!!" فلا حياء ولا نخوة وانعدام تام لمعنى الرجولة إذ يرتضى على نفسه أن يقف فى وسط السيدات فى طابور مخصص لهن فأصبح معهن سواء!!

والمحصلة النهائية؟؟ طابور مختلط أمام شباك السيدات يختلط فيه الرجال بالنساء بلا حياء ولا تحرج فأصبح الزحام هو هو.. والتلامس هو هو وفرص التحرش هى هى..


فدعونى إذا أنادى بإلغاء طابور السيدات... حيث أن الرجال أصبحوا أشد إيمانا بمساواة الرجل بالمرأة من النساء أنفسهن...


وحسبى الله ونعم الوكيل فى رجالتك يا مصر!!

June 9, 2008

كباريه




عدت لتوى من السينما بعد مشاهدة فيلم كباريه..


الفيلم رائع ويثير فى المشاهد "المؤمن" مسلم كان أو مسيحى عامة أفكارا كثيرة حول قيام الساعة وكيف يكون الناس لحظة قيام الساعة... وأمثلة للقوم الذين تقوم عليهم الساعة...فمنهم من يموت وهو متلبس بجريمته وخطيئته، ومنهم من يموت تائبا ولكنها توبة تأتى متأخرة فلا تقبل منه ومنهم من يجالس الفاسقين فيحشر مع الذين ارتضى أن يكون معهم... ومنهم من تقوم عليه الساعة وهو مفضوح فيظل يبحث عما يستر به عورته فلا يجيبه أحد فكل امرء يومئذ فى شأن...


كما تثير فى المشاهد المصرى خاصة أفكارا كثيرة حول شخصية "فؤاد بك" (صاحب وحاكم الكباريه) والذى يقوم بدوره الفنان الأكثر من رائع صلاح عبد الله (حلاوته وهو صابغ شعره بالورنيش الأسود عشان يحبك الدور.. وربنا عارف اللى فى نيتى ؛-) )... فهو "المالك" للكباريه ذو السطوة والنفوذ الآمر الناهى الذى ينكل بكل خصومه وكل من ينافسه أو يشاركه فى الحكم.. أقصد إدارة الكباريه كما ينكل برعيته ويدعوهم للسرقة على طريقة "اسرق بس ماتخلينيش أشوفك.. كل عيش" وهو يدعى الصلاح ويخادع الله والناس بأنه مؤمن.. وفى وقت الذى ترتفع فيه أصوات الغناء النشاز والشعبى وتهتز الراقصات فى الصالة، يتابعهم هو من زجاج نافذة مكتبه وقد غمر المكتب الأنشود الدينية "مولاى إنى بدارك" !!!


الكل أجاد دوره حتى ماجد الكدوانى الذى أدى دوره ببراعة مؤثرة جدا.. وخالد الصاوى الذى صدمنا بأدائه الغنائى.. ودنيا سمير غانم التى لا تكاد تشعر أنها تمثل من شدة تلقائيتها..


الفيلم ممتاز جدا وأرشحه للمشاهدة...